في هذا اليوم العالمي للمرأة القروية، نحتفل بملايين النساء التي تشكل مساهماتهن العمود الفقري للمجتمعات القروية في جميع أنحاء العالم.

إن اعتراف الأمم المتحدة بهذا اليوم في عام 2007 يبرز الدور الأساسي الذي تلعبه النساء القرويات في تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين الأمن الغذائي، ودعم أسرهن ومجتمعاتهن.

غالبًا ما تكون النساء القرويات بطلات غير معترف بهن في مجال التنمية، حيث يتنقلن بين مسؤوليات متعددة، بدءًا من العمل في الأرض وصولاً إلى تربية الأطفال، مع الحفاظ على التراث الثقافي والحيوية الاقتصادية لمناطقهن. ورغم التحديات العديدة التي يواجهنها، مثل الوصول المحدود إلى الموارد والتعليم والرعاية الصحية، فإنهن يواصلن إظهار مرونة وقوة وابتكار استثنائيين.

في المغرب، تلعب النساء القرويات دورًا حيويًا بشكل خاص في الإنتاج الزراعي، والحرف اليدوية، والحفاظ على المعارف التقليدية. إن مساهماتهن أساسية في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، خاصة في المناطق النائية حيث تكون جهودهن حاسمة لدعم الأسر والحفاظ على الاقتصادات المحلية.

تعتبر التعاونيات أداة حاسمة لتمكين هؤلاء النساء، حيث تقدم لهن منصة للعمل الجماعي والموارد المشتركة. من خلال الانضمام إلى التعاونيات، يمكن للنساء الريفيات الوصول إلى خدمات مالية، والاستفادة من التدريب الفني، وتعزيز قوتهن في السوق. تعزز هذه النماذج التعاونية الشعور بالمجتمع، مما يمكّن النساء من العمل معًا، ومشاركة معرفتهن، ودعم بعضهن البعض، مما يؤدي إلى تحقيق استقلالية اقتصادية أكبر وزيادة التماسك الاجتماعي.

إن مكتب تنمية التعاون ملتزم تمامًا بتعزيز البرامج التي تقوي تمكين النساء القرويات المغربيات من خلال نماذج تعاونية، مع التأكد من أنهن يحصلن على الموارد المالية، والتدريب، وفرص التنمية. من خلال تعزيز قيادتهن وروحهن الريادية، يمكننا بناء مجتمعات أقوى وأكثر مرونة في جميع أنحاء المملكة.

هذا العام، احتفلت 12 مندوبية من مكتب تنمية التعاون بهذه المناسبة من خلال تنظيم العديد من جلسات التدريب والتوعية للتعاونيات، مكرّمين بذلك النساء القرويات في جميع أنحاء البلاد.

نعتقد أن الاستثمار في المرأة القروية ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو أيضًا نهج استراتيجي لتحقيق نمو مستدام وشامل. من خلال النماذج التعاونية ومبادرات التنمية، نهدف إلى دعم قيادتهن، وريادتهن، وجهودهن الجماعية نحو مستقبل أفضل.